رمضان في تركيا

شهر رمضان المبارك سلطان الشهور لدى المسلمين في مختلف أنحاء العالم، حيث تزيد فيه طقوس العبادة وتزدان بالصيام، الذي تختلف عادات الاحتفال فيه من بلد إلى بلد.
يظهر شهر رمضان في تركيا بعادات وتقاليد مميزة لا سيما أن تركيا حملت راية الخلافة الإسلامية لمئات السنين وتاريخها الإسلامي أحد الركائز الأساسية في العالم الإسلامي.

من أهم عادات شهر رمضان في تركيا :

1- المحيا: عادة عثمانية قديمة مازالت تقام ليومنا الحاضر، حيث تضاء منارات المساجد مجرد دخول أول يوم من شهر رمضان في تركيا بعبارات مثل (أهلا وسهلا بسلطان الشهور) أو ( التعافي في رمضان) أو (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، بالإضافة لكثير من العبارات التي من يمكن أن ترى من مسافات بعيدة.
2-  قراءة القرآن: من العادات العثمانية الجميلة التي مازالت إلى يومنا الحاضر هي قراءة القرآن على مدار الساعة عبر مقرئين يتناوبون حيث يتم ختم القرآن الكريم لأكثر من مرة على مدار الشهر الفضيل في مساجد ست وثلاثين مسجداً ضمن اسطنبول مثل مسجد السلطان أيوب ومسجد السلطان أحمد.
3- الإفطار الجماعي: (موائد الرحمن) هي ولائم رمضانية تنتشر في كافة أرجاء تركيا متوزعة بين الأزقة والأحياء بدعم من البلديات في الولايات التركية بالإضافة للمنظمات والجمعيات الإسلامية، ويتم تقديم ملايين وجبات الإفطار على مدار الشهر الفضيل بجو من الإلفة والمحبة بين الناس.
4- المسحراتي: تنتشهر هذه العادة بين دول إسلامية عديدة ، وهي عادة عثمانية أصيلة انتشرت في الدول التابعة لها، ومازالت ليومنا الحاضر، حيث يقوم بإيقاظ الناس على وجبات السحور، وتقوم البلديات التركية في كافة الولايات بفرز مئات الأشخاص للقيام بوظيفة المسحراتي.
5- دفع الديون: تنتشر هذه العادة في شهر رمضان بكثرة، وهي مأخوذة من الموروث العثماني، حيث يقوم الاغنياء والمقتدرون بدفع الديون المتراكمة على الفقراء في البقاليات وإغلاق دفتر الديون.
6- زيارة الخرقة الشريفة: جامع الخرقة الشريفة الذي بناه السلطان سليم الأول عام ١٥١٦م والذي يحوي بردت النبي سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
ويتهافت ألاف الأتراك في النصف الثاني من رمضان لرؤية البردة الشريفة، حيث أنها لا تعرض على الناس إلا بالنصف الأخير من شهررمضان.

أخيراً من أجمل العبارات التاريخية التي قيلت في وصف شهر رمضان في تركيا، كتبتها المستشرقة اﻹنجليزية دورينا نيف، التي عاشت  26 عاما من حياتها في إسطنبول.

وقد أكدت استمرار هذه العادات الرمضانية بالمدينة حتى نهايات القرن التاسع عشر بقولها:
“وحدث أن قمنا بزيارة إلى اﻷسواق في أثناء رمضان، وفي هذا الموسم تجد أن الأتراك يصومون طوال النهار، ويحتفلون طوال الليل… وكان أفراد الطبقة الثرية يضطرون إلى فتح أبواب منازلهم طوال الشهر ﻹطعام أي شخص بحاجة إلى الضيافة من فترة غروب الشمس وحتى بزوغ فجر اليوم الجديد”.

كل من قضى شهر رمضان في تركيا يعلم أن الأجواء والفعاليات التي تقام لا يوجد لها مثيل في العالم الإسلامي كافة، ولكم من عائلة بانوراما بربورتي كل الأماني بصيام مقبول واستثماراً أمن يخول أن تعيشوا أجواء تركيا الساحرة

Share